فسر محمد بودن الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة في تصريح خص به قناة شوف تيفي تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للموقف الفرنسي الجديد بشأن سيادة المغرب على صحرائه أمام البرلمان المغربي بغرفتيه، و اعتبار فرنسا حاضر و مستقبل الصحراء المغربية يندرجان في إطار السيادة المغربية، بأنه يمثل أرقى تعبير دولي بشأن الحقوق السيادية للمملكة المغربية و في مستوى الجذور العميقة، و الطبيعة المتفردة للعلاقات التاريخية بين المملكة المغربية و فرنسا.
و شدد بودن أنه يمكن اعتبار القول أن هذه الشهادة القوية من أعلى هرم الدولة في فرنسا و تأكيد العزم على الاستثمار في الصحراء المغربية تمثل أحد أكبر الدوافع لوصول العلاقات لهذه النقطة التاريخية بين البلدين مما سيجعلها في وضع تجديد لمحتواها الاستراتيجي والسياسي و الاقتصادي و فتح فصل جديد لتعزيز الأساس المتين و المصالح المشتركة الواسعة بين البلدين.
وقال بودن أنه من خلال هذا الإقرار فإن فرنسا تؤكد على مستوى القمة أن المملكة المغربية هي الدولة الأكثر أهمية بالنسبة لها في المنطقة برمتها لاعتبارات متعلقة بالشراكة و الصداقة التقليدية و حجم الروابط فضلا عن تأثير النفوذ الدولي و الإقليمي للمملكة المغربية.
تم انتقل بودن للحديث على أن ما تم التعبير عنه رسميا بمناسبة الذكرى 25 لعيد العرش و يوم 29 أكتوبر فإن فرنسا رسخت دورها كشاهد تاريخي صريح ومسؤول بخصوص تاريخ المنطقة المغاربية وحسمت موقفها الذي يرتقي ليكون اللحظة الأهم في العلاقات المغربية الفرنسية خلال القرن الواحد والعشرين.
فمن الواضح بالنسبة لبودن أن القرار الفرنسي جاء كنتيجة لسلسلة من اللقاءات الثنائية رفيعة المستوى و للجهود التي بذلتها الآليات الدبلوماسية لإزالة مختلف العقبات لتنتهي بإعلان فرنسا عن جوابها النموذجي بخصوص السيادة المغربية على الصحراء و إقرانها للقول بالفعل لتعزيز فرنسا بذلك موقعها ضمن الدينامية الدولية لترسيخ سيادة المغرب على صحرائه و تطوير موقفها التقليدي من مبادرة الحكم الذاتي الذي تم تبنيه سنة 2007 و ظل ثابتا على مدار 17 عاما.
وشدد بودن أنه بهذا التطور اللافت وبلوغ الموقف الفرنسي، بخصوص مغربية الصحراء إلى أرقى مستوى له تقف العلاقات بين المملكة المغربية وفرنسا الآن عند نقطة تاريخية جديدة، و من المؤكد أن التوجيه الاستراتيجي للعلاقات الثنائية من طرف جلالة الملك محمد السادس و الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من شأنه ضمان فتح المزيد من الآفاق الجديدة بعد توقيع قائدي البلدين للإعلان المشترك المتعلق بشراكة استثنائية وطيدة.