على الرغم من التطمينات الجزائرية بعدم التخلي عن إمداد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف، وذلك بعد الخلاف بين البلدين بشأن النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، كشفت معطيات جديدة، عن تخفيض إمدادات الغاز لإسبانيا بما يقارب الربع.
وقالت وسائل إعلام إسبانية، اليوم، إنه وفقا لبيانات المراقبة اليومية لنظام الغاز، فقد انخفض الدخول عبر خط أنابيب الغاز “Medgaz” بنحو 25٪ في الأسبوع الماضي، مقارنة بالمستويات المسجلة في منتصف مارس، وهو عند أدنى مستويات الدخول المسجلة هذه السنة.
ووفقا للبيانات ذاتها، فإنه منذ فاتح ماي، دخلت 234 جيجاوات في الساعة، مقارنة بـ 312 جيجاوات في الساعة، التي تم تسجيلها في 14 مارس، وهو التاريخ الذي أرسل فيه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، الرسالة المثيرة للجدل إلى ملك المغرب بشأن تغيير الموقف السياسي لإسبانيا من الصحراء، ودعم المخطط المغربي للحكم الذاتي.
الإجراء الجزائري الجديد، يتناقض مع تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون، والتي قال فيها، إن بلاده لن تتخلى أبدا عن إمداد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف، رغم الخلاف بين البلدين بشأن نزاع الصحراء المغربية.
وجاء ذلك خلال مقابلة أجراها مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي، مشيرا إلى أن “علاقات بلاده مع الدولة الإسبانية جيدة بل متينة جدا.”
وأضاف: “ما قام به رئيس الحكومة الإسبانية غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا”، في إشارة لدعم مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط قبل سنوات كحل للنزاع في الصحراء المغربية.
وتابع تبون أن إسبانيا يجب أن لا تنسى أن مسؤوليتها التاريخية ما زالت قائمة في الصحراء، بالنظر لكونها هي القوة المستعمرة سابقا للمنطقة.
وشدد على أن الجزائر ورغم الخلاف الدبلوماسي مع مدريد، تطمئن “إسبانيا والشعب الإسباني أن الجزائر لن تتخلى أبدا عن إمدادها بالغاز”.
وفي 19 مارس الماضي، أعلنت الجزائر، استدعاء سفيرها لدى مدريد للتشاور؛ احتجاجا على ما اعتبرته “الانقلاب المفاجئ” في موقف الحكومة الإسبانية إزاء ملف الصحراء.