مع حلول فصل الشتاء، تتجدد التساؤلات حول دور وسائل النقل العمومية في الرفع من نسب الإصابة بالفيروسات الموسمية، خاصة التنفسية منها. وتعرف وسائل النقل خاصة الحافلات ازدحاما كبيرا، إذ يتكدس بداخلها عشرات المواطنين في وضع يفتقد لأبسط شروط السلامة الصحية، مما يطرح تخوفات في صفوف المختصين حول إمكانية نقل العدوى داخل هذه الوسائل.
وفي هذا السياق، أكد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والأنظمة الصحية، في تصريح لـ “نقاش21″، أن “الفصول الباردة تعرف انتشارا للأمراض التنفسية بشكل أكبر مقارنة بباقي الفصول وذلك لعدة أسباب ومن بينها، أنه خلال هذه الفصول نعيش بشكل مزدحم عكس فصل الصيف”.
وأضاف المتحدث أن “فصل الشتاء يتميز بقصره، حيث نعود إلى البيت بشكل سريع وبالتالي نعيش في أماكن مغلقة تتميز بعدم فتح النوافذ والأبواب”.
“وكل الفيروسات النفسية سواء تعلق الأمر بالأنفلونزا الموسمية أو فيروس كورونا تنتشر داخل الفضاءات المغلقة والمزدحمة بشكل كبير”، يقول حمضي.
وتابع:” 95 في المئة من الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا كانت داخل فضاءات مغلقة”.
واعتبر الطبيب أن “وسائل النقل العمومية تشكل خطرا لانتقال مختلف الأمراض التنفسية بين الأشخاص، وهذا خطر واضح”.
ولتجنب العدوى أو على الأقل التقليل من خطورة الإصابة أشار حمضي، إلى “وجوب التلقيح لتجنب الآثار الجانبية للفيروسات التنفسية، كالأنفلونزا الموسمية أو كوفيد 19، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو كبار السن”.
وأكد المتحدث ذاته، على “وجوب تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة بالنسبة لمن لهم أعراض الإصابة ببعض الأمراض الموسمية مع الالتزام بالبروتوكولات المعمول بها لتجنب نقل العدوى كارتداء الكمامة، والتعقيم والتباعد”.
وأشار المختص في علم الفيروسات أن “الدول الآسيوية تتميز بعرف قديم، قبل ظهور فيروس الحمة التاجية وهو ارتداء الكمامة أثناء ذروة انتشار الفيروسات التنفسية أو أثناء التواجد في أماكن ملوثة”.
وشدد الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والأنظمة الصحية، على “وجوب تلقي كبار السن جرعات التلقيح اللازمة مع الالتزام الصارم بالبرتوكولات العلاجية الوقائية على اعتبار أنهم أكثر فئة مهددة بخطورة التعرض للعدوى، وتبقى أفضل وسيلة لهذه الفئة تجنب مثل هذه الأماكن المغلقة”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا