تتجه أزمة القيادة التي يحاول قادة حزب الأصالة والمعاصرة إخفاءها، إلى مزيد من التعقيد مع ظهور مؤشرات على احتمال حدوث “بلوكاج” يتعلق بعدم القدرة على انتخاب أمين عام للحزب.
هذا “البلوكاج” المتوقع نتيجة تصميم “تيار مراكش” على عدم التجديد للأمين العام الحالي، عبد اللطيف وهبي، بات محتملا بشكل أكبر مع تفكير هذا التيار في طرح مقترح تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الحزب، في فترة لا تتجاوز عاما، على أن ينتهي دور وهبي بمجرد إلقائه كلمته خلال المؤتمر الخامس يوم الجمعة المقبل.
وقد أخذ المسؤولون بجانب وهبي علما بهذا المقترح، لكن لم يصدر عنهم أي رد.
يصل قادة الحزب إلى هذا المأزق مع مرور الوقت على فترة غريبة يعيشها، حيث يتجنب الجميع فيه تقديم ترشيحه لتولي منصب الأمين العام، بينما يترك وهبي الباب مفتوحا لسعيه إلى تجديد ولايته.
تعقدت هذه الحالة في الحزب بسبب الموقف الغامض لرئيسة مجلسه الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري. فمحيطها الساعي إلى ترشيحها لوضع حد بشكل نهائي لأي طموحات لدى وهبي في التجديد، ما يزال يأمل أن تكتفي من ترددها وتلج غمار هذا الترشيح، لكن نداء أصدرته أمس، لم يشر بوضوح إلى أي نوايا من هذا القبيل، بل أطلقت تكهنات جديدة بشأن تعبيرها عن دعم مرشح من “الجيل الجديد”، معززة الآمال في مساندتها للمهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب، كخيار ثان.
لكن دون وجود تأكيدات، ستستمر هذه الحالة إلى “النفس الأخير من المؤتمر”، كما قال مسؤول في الحزب، حيث يتوقع حدوث مفاجآت.
“سيدا لنفسه”، يرغب محيط المصنوري في أن “يصحح المؤتمر هذه الوضعية بالطريقة التي يريدها المؤتمر”، ولو تطلب إجراء تعديلات جوهرية على النظامين الأساسي والثانوي للحزب.
تطرح اللجنة المؤقتة نفسها كخيار ثالث، مر لكن لا بد منه لتجنب حدوث انقسام في المؤتمر، في حال عدم طرح أي من القادة لنفسه مرشحا. إلا أن تحديات يطرحها تشكيل اللجنة، والأجنحة التي ستمثل داخلها، وكذلك إمكانية تحولها إلى نافذة لعودة بعض شخصيات الحزب إليه ممن وضعت بينها وبينه مسافة منذ سنوات دون أن تتخلى عن انتقاداتها.
ومن الواضح أن العلاقات بين وهبي والمنصوري بدأت في التدهور بعد بث ندائها، مع تقليل الأمين العام الحالي من قيمة ما فعلته زميلته في الحزب، معبرا عن ذلك بقوله: “لم أطلع على أي نداء”.