أصبحت الأجهزة الاستخباراتية المغربية، من أقوى الأجهزة الاستباقية في العالم في السنوات الأخيرة، بشهادة مجموعة من الدول الأمريكية والأوروبية والإفريقية وكذلك العربية، التي عقدت مجموعة من الاتفاقيات مع المملكة المغربية في المجال الأمني والاستخباراتي والعسكري.
وفي هذا السياق، يقول إدريس الغنبوري، محلل سياسي، وباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن “المغرب قد أظهر خلال العقدين الماضيين قدرة كبيرة على التصدي للخلايا الإرهابية وتفكيكها في العديد من المدن بالمملكة، من خلال توجيه مجموعة من الضربات الاستباقية لهذه الخلايا، وكذلك للمجموعات التي تنشط في الاتجار بالمخدرات والبشر”، مشيرا إلى أن “المغرب أصبح يملك قوة استخبارية كبيرة، ترغب مجموعة من الدول الكبرى بالتعامل معها، من أجل الحفاظ على استقرارها وسيادة الأمن وسط مواطنيها”.
وأكد إدريس الغنبوري، في تصريح هاتفي بأن “هذه الضربات الاستباقية التي وجهتها الاستخبارات المغربية، لمجموعة من الخليات الإرهابية والشبكات التي تروج المخدرات، جعلتها محطة أنظار العديد من الدول، وخاصة الأوروبية، بحيث ظهر المغرب كقوة أمنية مهمة في الضفة الجنوبية للمتوسط، التي تشكل هاجسا أمنيا للقارة العجوز”.
وأضاف المتحدث نفسه، قائلا: “في الأونة الأخيرة، رأينا عددا كبيرا من البلدان الأوروبية تعقد وتدخل مع المملكة في شراكات أمنية للتعاون في المجال الأمني المعلوماتي والاستخباراتي، من أجل الاستفادة من الخبرة التي يتوفر عليها المغرب في هذا المجال”، مبرزا “الأدوار الكبيرة التي لعبتها المملكة المغربية في تقديم معلومات أمنية على غاية من الأهمية لبعض الدول الأوروبية، كفرنسا وإسبانيا وبلجيكا، علاوة على مشاركة المغرب مع إسبانيا في تفكيك العديد من الشبكات الإجرامية، سواء التي تنشط في الإرهاب أو المخدرات”.
وأبرز الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إدريس الغنبوري، إلى أنه “في زمن أصبحت فيه الظاهرة الإرهابية، تمثل جزءً من العلاقات الدولية”، معتبرا أن “التعاون الأمني بين الدول أصبح بمثابة استمرار للعلاقات الديبلوماسية، بحيث يمكن القول، بأن مصطلح الديبلوماسية الأمنية، أصبح من المصطلحات التي تزاحم المصطلحات التقليدية في المجال الديبلوماسي، مثل الديبلوماسية الاقتصادية أو الشعبية وغيرها من المرادفات الأخرى”.
وأشار الخبير، إلى أن “كل الاتفاقيات والشراكات الأمنية، التي وقعها المغرب مع مجموعة من الدول في القارات الأربع، تؤكد على أن المنظومة الاستخباراتية والأمنية المغربية، باتت تلعب أدوارا متقدمة وكبيرة في مجال السياسات الدبلوماسية للمملكة المغربية”.
وجدير بالذكر، بأن اللقاءات التي جمعت عبد اللطيف حموشي، رئيس المديرية العامة للأمن الوطني، بكبار المسؤولين الأمنين من إسبانيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ألمانيا في الأشهر الأخيرة، أوضحت للعالم المعادلة الكبيرة التي يلعبها المغرب، في خانة محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والمخدرات والجريمة المنظمة بمختلف أنواعها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا